رئاسة
الجمهورية

كميل شمعون

صورة رئيس الجمهورية اللبنانية الرسمية

كميل شمعون

صور خاصة لرئيس الجمهورية اللبنانية

رئيس الجمهورية كميل شمعون في مرفأ بيروت
رئيس الجمهورية كميل شمعون في مرفأ بيروت
رئيس الجمهورية  كميل شمعون في يوم الزراعة الذي نظمته وزارة الزراعة سنة 1953
رئيس الجمهورية كميل شمعون في يوم الزراعة الذي نظمته وزارة الزراعة سنة 1953
رئيس الجمهورية  كميل شمعون مترئسا اعمال القمة العربية في بيروت في 13/11/1956
رئيس الجمهورية كميل شمعون مترئسا اعمال القمة العربية في بيروت في 13/11/1956
رئيس الجمهورية  كميل شمعون مع قداسة البابا بيوس الثاني عشر خلال الزيارة الرسمية الى حاضرة الفاتيكان في 25/3/1955
رئيس الجمهورية كميل شمعون مع قداسة البابا بيوس الثاني عشر خلال الزيارة الرسمية الى حاضرة الفاتيكان في 25/3/1955
رئيس الجمهورية  كميل شمعون مستقبلاً شاه ايران في بيروت في 16/12/1957
رئيس الجمهورية كميل شمعون مستقبلاً شاه ايران في بيروت في 16/12/1957
 رئيس الجمهورية كميل شمعون مع الملك السعودي سعود بن عبد العزيز خلال رسمية الى المملكة العربية السعودية في 7/2/1953
رئيس الجمهورية كميل شمعون مع الملك السعودي سعود بن عبد العزيز خلال رسمية الى المملكة العربية السعودية في 7/2/1953
رئيس الجمهورية كميل شمعون مع ملك العراق فيصل الثاني خلال زيارة رسمية الى العراق في 24 أذار 1953
رئيس الجمهورية كميل شمعون مع ملك العراق فيصل الثاني خلال زيارة رسمية الى العراق في 24 أذار 1953
رئيس الجمهورية كميل شمعون برفقة ملك اليونان قسطنطين الثاني خلال الاستقبال الرسمي في بيروت في 26/04/1958
رئيس الجمهورية كميل شمعون برفقة ملك اليونان قسطنطين الثاني خلال الاستقبال الرسمي في بيروت في 26/04/1958
رئيس الجمهورية كميل شمعون يضع حجر الاساس لمبنى لإذاعة والتلفزيون اللبناني
رئيس الجمهورية كميل شمعون يضع حجر الاساس لمبنى لإذاعة والتلفزيون اللبناني
رئيس الجمهورية كميل شمعون يدشن مدينة كميل شمعون الرياضية
رئيس الجمهورية كميل شمعون يدشن مدينة كميل شمعون الرياضية
رئيس الجمهورية كميل شمعون مترئسا احتفال عيد الجيش اللبناني
رئيس الجمهورية كميل شمعون مترئسا احتفال عيد الجيش اللبناني
رئيس الجمهورية اللبنانية كميل شمعون خلال ممارسة هوايته المفضلة: الصيد
رئيس الجمهورية اللبنانية كميل شمعون خلال ممارسة هوايته المفضلة: الصيد
رئيس الجمهورية اللبنانية كميل شمعون مع قرينته
رئيس الجمهورية اللبنانية كميل شمعون مع قرينته
الرئيس كميل شمعون
(1952 – 1958 )
 
⦁ ولد في الحدث – بعبدا في 3 نيسان 1900.
⦁ والده نمر شمعون من دير القمر ووالدته انطوانيت ابراهيم ديب نعمه.
⦁ خاله اوغست باشا أديب، أوّل رئيس حكومة في الجمهورية اللبنانية سنة 1926.
⦁ دروسه الإبتدائية الأولى في الحدث ثم بعد 1907 في مدرسة الراهبات في دير القمر، من ثم في معهد القلبين الأقدسين في بيروت (فرير الجمّيزة) ومدرسة القديس أنطونيوس للآباء الأنطونيين في بعبدا للدروس الثانوية، إلى أن أقفل العثمانيون المدارس سنة 1914 بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى.
⦁ انتقل إلى المنفى مع والده والعائلة إلى برّ الأناضول سنة 1916 إلى حين انتهاء الحرب الكونية الأولى سنة 1918.
⦁ انتسب إلى كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف سنة 1920. وفي هذه الأثناء عُيّنَ موظفاً في " دار الكتب الوطنية " ثم في إدارة الديون العمومية.
⦁ نال إجازة الحقوق سنة 1923 وتدرّج في مكتب الرئيس إميل اده. وفي غضون ذلك كتب دراسات ومقالات سياسية وقضائية في صحيفة      Le Réveil اليومية.
⦁ اقترن بزلفا تابت سنة 1930 ورزق دوري وداني.
⦁ انتُخبَ نائباً ثماني مرات في 53 سنة برلمانية في عهدي الإنتداب والاستقلال:
1934- 1937
1937 - 1939
1943 - 1947
1947 - 1951
1951 - 23 أيلول 1952 تاريخ انتخابه رئيساً للجمهورية
1960 - 1964 ( بعد الرئاسة)
1968 – 1972
1972 – حتى وفاته سنة 1987 
⦁ فشل الرئيس شمعون مرّة واحدة في انتخابات المجلس النيابي الحادي عشر سنة 1964. أمّا المقاعد التي شغلها في المجلس النيابي فكانت عن الدائرة الإنتخابية في جبل لبنان بين 1934 و 1951، ثم عن دائرتي الشوف والمتن الشمالي(مرة واحدة 1960 – 1964).
⦁ اختير كميل شمعون وزيراً في ست حكومات:
- وزيراً للمال في حكومة الرئيس خالد شهاب بين 21 آذار 1938 والأول من تشرين الثاني 1938.
- وزيراً للداخلية والبريد والبرق في حكومة الرئيس رياض الصلح (حكومة الاستقلال) بين 25 أيلول 1943 و 2 تموز 1944.
- وزيراً للمال في حكومة الرئيس رياض الصلح بين 14 كانون الأول 1946 و 7 حزيران 1947.
- وزيراً للداخلية والصحة العامة بين 7 حزيران 1947 و 26 تموز 1948.
- وزيراً للداخلية والبريد والبرق والهاتف والموارد المائية والكهربائية في حكومة الرئيس رشيد كرامي ما بين أول تموز 1975 و 15 أيلول . 1976 . وبعد إدخال تعديلات أتاحت توزيع الحقائب تولى منصب نائب رئيس الحكومة وحقائب الداخلية والخارجية والدفاع والتربية. واستمرت هذه الحكومة حتى استقالتها في 9 كانون الأول 1976 مع بداية عهد الرئيس الياس سركيس.
- وزيراً للمال والتعاونيات والاسكان في حكومة الرئيس رشيد كرامي من 30 نيسان 1984 إلى حين وفاته.
⦁ اعتُقلَ مع رئيس الجمهورية والحكومة والزعماء الاستقلاليين في قلعة راشيا بين 11 و 22 تشرين الثاني 1943.
⦁ عُيّنَ في آب 1944 أول وزير مفوّض للبنان برتبة سفير في بريطانيا، واستمرّ في المنصب حتى نهاية العام  1946 . وخلالها ترأس وفد لبنان إلى اجتماعات الأمم المتحدة التي بحثت القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مؤتمرات دولية أخرى في لندن وواشنطن ونيويورك وشيكاغو.
⦁ برز النائب كميل شمعون بعد انتخابات 1951 عضواً فاعلاً في الجبهة الإشتراكية الوطنية المعارضة التي قادت " الثورة البيضاء " التي أرغمت الرئيس بشاره الخوري على الإستقالة في 18 أيلول 1958.
⦁ انتُخبَ رئيساً للجمهورية في الدورة الأولى صباح الثلاثاء 23 أيلول 1952 بعد انسحاب المرشح حميد فرنجيه.
نال 74 صوتاً من أصل 77 نائباً وغاب النائب سليم الخوري ووجد في صندوق الإقتراع صوت واحد لعبد الله الحاج وورقة بيضاء تركها المرشح الوحيد كميل شمعون.
 
⦁ في ست سنوات من عهد الرئيس شمعون انتُخبَ مجلسان نيابيان:
- المجلس النيابي الثامن (44 مقعداً) من آب 1953 إلى آب 1957، والمجلس النيابي التاسع ( 66 نائباً) من آب 1957 إلى تموز 1960.
كذلك تعاقب على رئاسة الحكومة خمسة رؤساء شكّلوا اثنتي عشرة حكومة وهم: خالد شهاب، صائب سلام، سامي الصلح، عبد الله اليافي ورشيد كرامي.
⦁ تميزت ولاية الرئيس شمعون بالإزدهار الإقتصادي والإنجاز العمراني والإنفتاح على الخارج.
⦁ ومن أبرز الإنجازات: 
- اعطاء المرأة حق الإقتراع اعتباراً من سنة 1953
- قانون السرية المصرفية سنة 1956
- قانون " من أين لك هذا " (الاثراء غير المشروع )
- الهاتف الأوتوماتيكي في بيروت والمناطق 
- مشروع الليطاني 
- الإذاعة اللبنانية الرسمية الجديدة والتراخيص لشركة تلفزيون لبنان
- مهرجانات بعلبك الدولية
- اوتوستراد بيروت – معاملتين
- مرفأ طرابلس ونهر أبو علي
- الحوض الثالث في مرفأ بيروت
- توسيع مطار بيروت الدولي
- المدينة الرياضية في بيروت
- المعمل الحراري للكهرباء في ذوق مكايل
- قانون التسليف الزراعي والفندقي
- شبكة طرق دولية وداخلية وغيرها من المشاريع التي جعلت لبنان وبيروت مقصداً للشركات والمصارف التي استوعبت أموال النفط والتأميمات في الدول العربية
⦁ وسّع الرئيس شمعون نطاق علاقات لبنان الخارجية، فزار السعودية ومصر والأردن والعراق وتركيا واسبانيا واليونان وايطاليا والڤاتيكان والبرازيل والأوروغواي والأرجنتين. 
في المقابل استقبل الرئيس شمعون في بيروت ملك ليبيا ادريس السنوسي الأوّل ورئيس الحكومة الهندية جواهر لال نهرو ورئيس اندونيسيا أحمد سوكارنو وملوك السعودية والأردن والعراق واليونان ورئيس تركيا وعدد كبير من المسؤولين العرب والأجانب. وفي 13    و 14 تشرين الثاني 1956 ترأس الرئيس شمعون قمّة عربية في قصر الأونيسكو في بيروت دعا إليها بصورة عاجلة للبحث في العدوان الثلاثي الفرنسي- البريطاني – الإسرائيلي  على قناة السويس. 
⦁ وافق الرئيس شمعون سنة 1957 على مبدأ الرئيس الأمريكي أيزنهاور، فحصل خلاف لبناني – لبناني على السياسة الخارجية. وتداخل الخلاف مع أسباب داخلية أدّت جميعها إلى انقسام وطني واضطرابات أمنية ونزاع مع الجمهورية العربية المتحدة بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر طوال صيف 1958.
⦁ صمد في قصر الرئاسة في القنطاري حتى اليوم الأخير من الولاية وسلّم الحكم إلى الرئيس المنتخب فؤاد شهاب في 23 أيلول 1958. لكنه لم يتقاعد، فأسّس حزب الوطنيين الأحرار وعاد إلى الندوة النيابية وإلى مقاعد الحكومة مرات متتالية.
⦁ اشترك في " الحلف الثلاثي " الذي حصل على أكثرية نيابية وازنة في انتخابات 1968. كذلك ترأّس " الجبهة اللبنانية " منذ تأسيسها سنة 1976 إلى اليوم الأخير من حياته، وخاض من خلالها المعارك السياسية والوطنية ابان الحرب اللبنانية الطويلة.
وشارك كقطب فاعل في هيئات وجولات الحوار الوطني الثماني بدءاً من العام 1975 في لبنان والخارج.
⦁ ترشّح للإنتخابات الرئاسية سنة 1970 ثمّ انسحب لصالح الرئيس سليمان فرنجيه. كذلك ترشّح سنة 1982 ثمّ أعلن انسحابه لصالح الرئيس أمين الجميّل.
⦁ تعرّض لخمس محاولات اغتيال خلال 19 سنة:
- أيار 1968: اطلاق نار أصابه في وجهه أثناء خروجه من مركز حزب الوطنيين الأحرار في شارع عبد الوهاب الإنكليزي في الأشرفية.
- نيسان 1978: اطلاق نار على موكبه في محلّة كرم الزيتون في الأشرفية.
- آذار 1980: نجا من محاولة إغتيال بسيارة مفخخة في محلّة الدورة شمال بيروت.
- تشرين الثاني 1985: أصيب بجروح هو وأركان " الجبهة اللبنانية " في تفجير مقرّها في دير مار جرجس - عوكر.
- كانون الثاني 1987: أُصيبَ بجروح عندما استهدفت سيارة مفخخة موكبه في محلة كورنيش النهر في بيروت. وكانت هذه المحاولة الأخيرة في السنة الأخيرة من حياة رجل لم تهزمه سوى الشيخوخة.
⦁ رحل بعد مضاعفات في القلب عند الرابعة والثلث من بعد ظهر الجمعة 7 آب 1987 في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت طاوياً سنّه الـ 87 ودفن في دير القمر.
⦁ ترك خمسة كتب مذكرات باللغتين العربية والفرنسية.

خطاب القسم

خطاب قسم الرئيس شمعون
في مثل هذه الأيام وما يليها، من عام 1943، هب شعب لبنان ثائراً، يعلن إرادته ويؤكد عزمه، أن يعيش حراً مستقلاً، فكان نضاله في سبيل هدفه نضالاً رائعاً، موفقاً، وكان له ما أراد.
وبالأمس هب شعب لبنان ذاته ثائراً، يعلن إرادته ويؤكد عزمه، أن يعيش حياة صالحة لائقة بمواهبه وفضائله، فكان نضاله في سبيل هدفه نضالاً رائعاً موفقاً، وسيكون له ما يريد.
وإذا كانت ثورة لبنان الأولى اصطبغت بدماء الشهداء الذكية، فإن ثورة لبنان الثانية تميزت، في أيامها الثلاثة التاريخية، بأنها لم ترق فيها نقطة واحدة من دماء الشعب.
ولا ريب أن تجنيب البلاد ويلات الصراع الطويل الدامي، يرجع الفضل فيه إلى تضامن الشعب المنقطع النظير، وإلى جرأة وحنكة وأصالة رأي نفر كريم منكم، ومن عيون المواطنين، تولى دفة الحركة الشعبية، ودفة سفينة الحكم، حتى اجتمعتا عند غاية واحدة، وإلى وطنية وحكمة اللواء قائد الجيش العام، فإنه بتدخله الحازم، وبتمسكه بالدستور وروح الدستور، أدى للبلاد خدمة عظمى، وسجل أمثولة بليغة في التجرد والنزاهة.
(تصفيق)
وإنه لشرف عظيم لي، قلدني إياه مجلسكم بوضعه ثقته في شخصي الضعيف، وانتخابي لرئاسة الجمهورية، فإلى حضرتكم أقدم جزيل امتناني وأصدق تقديري لهذه الثقة وهذا الشرف.
ومن منبركم أرفع شكري الحار، وإعجابي العظيم، وحبي المخلص،إلى شعب لبنان الوديع المسالم، شعب لبنان الأبي المقدام، إنه كلما اشتدت الأزمات، وثقلت على كاهله الملمات، طلع على العالم بالبرهان الساطع على أنه شعب يقنع ولا يخدع، يصبر ولا يخنع، يعرف، ويميز، ويريد، ويقول ويفعل.
وإني أشعر أنه يتوجب عليّ، منذ الساعة، أن أعلن لكم ولشعب لبنان، ما أراه في رئاسة الجمهورية، وما أنويه.
إن هذه الرئاسة تكليف وخدمة، ليست مكافأة ولا رتبة، فهي تحمل متوليها واجبات وأعباء، ولا تدر عليه منافع أو تمنحه امتيازات.
إن رئيس الجمهورية لن يسمى رئيس البلاد، ولا بالأحرى سيد البلاد، فأمثال هذه الألقاب تنافي أسس الجمهورية والديموقراطية، وتحط من كرامة الشعب، الذي لا سيد سواه.
إن رئيس الجمهورية لن يحاط بمظاهر العظمة والفخفخة، فهذه المظاهر لا تنافي أسس الجمهورية والديموقراطية فقط، بل هي أيضاً تكلف الشعب نفقات ليس ملزماً بها، ولا قادراً عليها، بينما يشكو الكثيرون من أبنائه البطالة والفاقة.
إن رئيس الجمهورية لن يستفيد من أية إعفاءات جمركية أو مالية أو سواها، بل سأسعى لإلغاء هذه الامتيازات المجحفة بحقوق الخزينة، والتي لا مبرر معقولاً لها.
إن رئيس الجمهورية لن يضع يديه على أموال سرية تنفق بدون رقابة.
إن رئيس الجمهورية لن يحتمي بنصوص القانون ضد حرية الفكر والنشر، فالحماية والحصانة الضروريتان لرئاسة الجمهورية يجب أن تقوما على مسلك وأعمال متوليها، فيكفلهما حسن التقدير والرضى، لا خوف العقاب.
أيها الإخوان:
إن للشعب أهدافاً ثار من أجلها، وهو يتوقع من العهد الجديد تحقيقها.
إن الشعب يطلب القضاء سريعاً، بدون هوادة ولا رحمة، على الفساد والفوضى المنتشرين في كل مرافق الدولة والبلاد، ويطلب تطهيرها من أدرانهما ومن أسبابهما، وليس والحمد للَّه في أخلاق اللبنانيين أو تقاليدهم أي فساد متأصل.
إن الشعب يطلب الخلاص من النعرات والأحقاد التي غذتها سياسة التمييز والاضطهاد، ونمتها أساليب الحكم المفسدة للضمائر، فالبلاد في أمس الحاجة إلى الانصاف، فالتصافي والوئام.
إن الشعب يطلب أن تُصان حرمة القضاء، وهو الملجأ الأخير والأقدس، فيبقى منزهاً مرفعاً عن كل تأثير، يتساوى أمامه المحكوم والحاكم، الضعيف والقوي، دون أي اعتبار لجاه أو سطوة أو حزبية.
إن الشعب يطلب إدارة داخلية تمتاز بالبساطة والاستقامة والكفاءة، تخدمه بإخلاص وسرعة وبلا محاباة، فالإدارة في حاجة إلى التطهير والتنظيم، وإلى تعيين حقوق موظفيها وحمايتهم، حتى يؤدوا واجباتهم في ثقة واطمئنان، وإني أطمع للبنان في جهاز إداري، عصري، صالح، مثالي، يبقى في البلاد أداة ثابتة يستند إليها، ويستعين بها، على قضاء المصلحة العامة، دون سواها، كل من تولى الأحكام.
إن الشعب يطلب قانوناً انتخابياً تنبثق عنه سلطة تشريعية تماشي نهضة البلاد وروح العصر، وتمثله تمثيلاً لا يفسح مجالاً للطعن في صحته، فتزداد بذلك هيبة هذه السلطة، ويتأيد احترامها، وتغدو قديرة على القيام بواجبيها، التشريع ورقابة السلطة الإجرائية، بكل جرأة وحرية.
إن الشعب يطلب التشريع الإصلاحي التوجيهي السريع، في شتى شؤون حياته وميادين نشاطه، يطلب العدالة الاجتماعية في كل معانيها ونواحيها، يطلب الحماية من الفقر والبطالة والعجز والمرض، يطلب سياسة مالية مقتصدة، وسياسة اقتصادية بعيدة النظر، مبنية على أسس علمية سليمة، وسياسة تربوية تخلق من النشء نساء ورجالاً منتجين، ومواطنين متعاونين، لا دمى متخاذلة وطفيليات مستوظفة متحاسدة.
إن الشعب يطلب أن يسود الإخلاص في الأخاء والتعاون علاقات لبنان بالدول العربية كلها، وفي مقدمتها الشقيقة سوريا، على أن يكون هذا التعاون صادقاً جدياً فعالاً، فيؤدي إلى منفعة كل دولة منها خاصة، وإلى منفعتها المشتركة عامة، ويرفع هيبة الجامعة العربية، ويقدرها على حل قضاياها، وعلى أن تعمل من أجل فلسطين ما يجب أن تعمله، وما لم تعمله حتى الآن.
إن هذا الوطن الذي دعم كيانه، في سنة 1943 بالميثاق الوطني المعقود بين فئات من المواطنين فرقتها السياسة وحدها، باسم الطائفية، يريد أن يسمو بأبنائه فوق العهود والمواثيق، فما هم بعد فئات متعددة تتفق أو تفترق.
بل شعب واحد يتساوى أفراده في الحقوق وفي الواجبات، ويتساوون في الغيرة على لبنان وكيانه.
إن لبنان يريد حياة جديدة. بأساليب جديدة تدفعها روح جديدة، روح المحبة بين المواطنين، وروح الإخلاص والتجرد بين الحاكمين، وروح النهضة والجد والاجتهاد لدى الجميع، فإن أمامنا هدفاً سامياً، هو أن نعيش في طمأنينة وسعادة، وفي احترام وكرامة، متمتعين بكامل حرياتنا العامة والخاصة.
وأن يلحق لبنان بموكب الشعوب الراقية، ويحتل مركزه في طليعتها، بلداً تزينه كل الفضائل التي تفخر بها كبار الأمم.
هذا هو الهدف الذي ألتمس، في بداية هذا العهد الجديد، معونتكم الصادقة، ومعونة كل اللبنانيين المخلصين، من مقيمين ومغتربين، على تحقيقه، وما أنا، بالأمس، واليوم، وغداً، إلاَّ خادمه الأمين.
عاش لبنان.
(تصفيق)
وإني أختم كلامي بعبارة شكر صادرة من صميم قلبي إلى الزميل الكريم الأستاذ حميد فرنجيه للعواطف النبيلة التي أبداها في هذه الآونة الأخيرة وفي هذا الاجتماع ولا ريب فإن الأستاذ حميد فرنجيه قد برهن مدة توليه مصالح البلاد العامة عن تلك الخصائل التي نعرفها جميعاً والتي تجعله من قادة الرأي العام في البلاد.
(تصفيق)