
الرئيس سليمان فرنجية
(1970 – 1976 )
⦁ ولد سليمان فرنجية في زغرتا في 15 حزيران 1910.
⦁ والده الزعيم والنائب الزغرتاوي قبلان بك فرنجيه.
⦁ أتمّ دروسه الثانوية في معهد عينطوره للآباء اللعازاريين.
⦁ تعاطى التجارة والمقاولات وعمل في الحقل العام إلى جانب شقيقه النائب والوزير حميد من 1932 إلى 1960.
⦁ انتُخبَ نائباً عن المقعد الماروني في دائرة زغرتا- الزاوية عام 1960 وأعيد انتخابه في دورتي 1964 و1968.
⦁ عُيِّنَ وزيراً للبريد والبرق والهاتف سنة 1960 ووزيراً للزراعة والبريد والهاتف سنة 1961. وفي سنة 1968 عُيِّنَ وزيراً للداخلية في حكومة الإنتخابات النيابية، ثم وزيراً للعدل والإقتصاد والأشغال العامة والنقل. وسنة 1969 عُيِّنَ وزيراً للإقتصاد الوطني.
⦁ انتُخبَ رئيساً للجمهورية مساء 17 آب 1970 في الدورة الثالثة – إذ نال في الدورة الأولى 38 صوتاً مقابل 45 صوتاً لمنافسه الياس سركيس وخمسة أصوات للنائب جميل لحود وصوت واحد للنائب عدنان الحكيم. وفي الدورة الثانية وُجدَت في صندوق الإقتراع مئة ورقة بدلاً من تسعةٍ وتسعين – أمّا في الدورة الثالثة ففاز بخمسين صوتاً على منافسه حاكم مصرف لبنان الياس سركيس الذي حصل على 49 صوتاً.
⦁ بدأ عهده بحكومة الشباب برئاسة الرئيس صائب سلام الذي شكّل أيضاً حكومة ثانية سياسية بعد انتخابات 1972 قبل أن يستقيل في نيسان 1973 بعد الإعتداء الإسرائيلي على لبنان واغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين في شارع ڤردان في بيروت. أمّا الحكومة الثالثة فشكّلها الرئيس أمين الحافظ الذي استقال تحت وطأة الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية في أيار 1973. وشكّل الرئيس تقي الدين الصلح حكومة " كلّ لبنان " في تموز 1973 لتخلفها في تشرين الأول 1974 حكومة ترأسها الرئيس رشيد الصلح استقالت تحت ضغط الأزمة السياسية والأمنية اثر اندلاع شرارة الحرب اللبنانية في 13 نيسان 1975.
وفي أيار 1975 كلّف الرئيس فرنجية العميد الركن نور الدين الرفاعي تشكيل حكومة عسكرية استقالت بعد أيام ليشكّل الرئيس رشيد كرامي حكومة الوحدة الوطنية في أوّل تموز 1975.
⦁ في تشرين الثاني 1974، القى الرئيس فرنجية بتفويض من القمة العربية في الرباط كلمة العرب حول القضية الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
⦁ اضطّر للإنتقال في آذار 1976 إلى مقرّ رئاسي مؤقت في القصر البلدي في ذوق مكايل والإقامة في بلدة الكفور في فتوح كسروان بعد قصف القصر الجمهوري في بعبدا وتهديد حياة الرئيس وعائلته.
⦁ في شباط 1976 أعلن " الوثيقة الدستورية " التي تضمّنت بنوداً إصلاحية للنظام اللبناني. وشهدت نهاية الولاية دخول القوات السورية في حزيران 1976 قبل أن تتحول إلى قوات الردع العربية بتفويض من القمّتين العربيتين في الرياض والقاهرة في خريف 1976.
⦁ عُدِّل الدستور في نيسان 1976 للسماح بانتخاب خلف له قبل ستة أشهر من نهاية الولاية، لكنه استمرّ في الحكم إلى اليوم الأخير في 23 أيلول حيث سلّم الرئيس الياس سركيس السلطة الدستورية في القصر البلدي في ذوق مكايل.
⦁ شارك في تأسيس " الجبهة اللبنانية " في صيف 1976 واستمرّ عضواً فيها حتى أيار 1978 قبل اغتيال نجله النائب طوني فرنجيه في 13 حزيران 1978.
⦁ قبل اندلاع الحرب سجّل لبنان في عهد الرئيس فرنجية مستويات قياسية من الإزدهار الإقتصادي والمالي والعمراني، إذ حققت الموازنة فوائض كبيرة وكذلك ميزان المدفوعات، ما أدّى إلى تراجع الدولار الأميركي أمام الليرة إلى 219 قرشاً – أمّا الدخل الفردي فسجّل ارتفاعاً جعل لبنان في المرتبة الثانية عربياً بعد الكويت.
⦁ تألفت في عهده سبع حكومات شكّلها كلّ من الرؤساء صائب سلام وأمين الحافظ وتقي الدين الصلح ورشيد الصلح ورشيد كرامي والعميد نور الدين الرفاعي. لكنّ حكومتي الحافظ والرفاعي استقالتا قبل نيل الثقة في مجلس النواب.
كذلك انتُخبَ مجلس نيابي واحد سنة 1972 وحالت ظروف الحرب دون انتخاب مجلس جديد سنة 1976 فتمّ التمديد للمجلس القائم في خريف 1975 لمدة سنتين، ثم توالى التمديد حتى العام 1992.
⦁ بعد الولاية الرئاسية استمرّ الرئيس فرنجية مرجعية فاعلة في الحياة السياسية اللبنانية، فقد ترأس جبهة الخلاص الوطني في آب 1983 لمعارضة اتفاق 17 أيار مع اسرائيل، وشارك في مؤتمري الحوار الوطني في جنيڤ في خريف 1983 ولوزان في شتاء 1984 – كذلك اشترك في لقاءات سمار جبيل سنة 1987 إلى جانب الرؤساء أمين الجميّل وكميل شمعون وشارل حلو.
⦁ ترشّح إلى انتخابات رئاسة الجمهورية في صيف 1988، لكنّ نصاب جلسة 18 آب لم يكتمل وكذلك في الجلسات اللاحقة التي سبقت الشغور الرئاسي في 23 أيلول 1988.
⦁ متزوج من إيريس هنديلي ورزق طوني وروبير وصونيا ولميا ومي.
⦁ توفي في 22 تموز 1992 بعد معاناة مع مرض في القلب.
خطاب قسم الرئيس فرنجيّة
حضرة الرئيس، حضرة النواب المحترمين.
الحمد لله، المجد للبنان، والسلام عليكم.
ثم ان مقدار شكري لكم جميعكم على الثقة التي اوليتموني لا يوازيه الا شعوري بالواجب وتحسسي بالمسؤولية المضاعفة بالصدى الجميل لدى الشعب اللبناني.
الرئيس الذي اخلف، وقد واجهته صعوبات جسام، تخطاها بحكمة ولباقة ووطنية واعية له مني ومن الأمة تحية محبة وامتنان.
وبعد، ان لبنان، بارادة شعبه التاريخية موطن كرامة. واحة محبة. مرتع أمن، وموئل حرية حدودها النظام وحده.
لبنان الذي هكذا بناه الجدود هكذا سيبقى كما سيبقى واحدا بجناحيه اللذين لا نهوض له من دونهما ومن دون ان يكونا مجتمعين متوافقين متعاونين. وسيبقى واحدا بشقيه: المقيم والمغترب، لايماننا بأن الشق المغترب وهو وافر الامكانات سيكون دوما عونا للشق المقيم في كل ما يخطط ويعمل. وامتدادا لصوت لبنان، ولصوت العرب في جميع انحاء المعمور.
وسيكون لبنان في كل ظروف وحال سيدا حرا مستقلا حريصا على سلامة ارضه ودستوره.
طامحا ابدا الى الافضل في جميع المجالات.
معتزا بنظامه الجمهوري الديموقراطي الصحيح، عاملا على ترسيخ قواعده، حريصا على ممارسته السليمة، ضنينا بأمنه الذي هو دعامة استقراره وازدهاره.
محافظا على اقتصاده المنظم الحر.
متمسكا بتلاقي جهد الدولة والجهد الفردي الذي منه الجهد النقابي.عادلا بين جميع ابنائه.
معتمدا برنامجا شاملا للتخطيط والانماء. ساهرا على حاجات اهله وهناءهم ورفاهيتهم. وحادا بذلك من وطأة الهجرة التي تزايد سيلها.
متطلعا الى مستقبل الشباب السائر صعدا مع العصر.
حريصا على استمرار الحوار معه، على ان يظل الشباب يعي ان صلته مع الاجيال السابقة عبر الاخذ بخبرتها ضرورة لديمومة هذا الوطن وللتقدم الصحيح.
قويا بتعاونه مع الدول الصديقة وبتضامنه الكلي مع الشقيقات العربيات، على اساس الاحترام المتبادل لسيادة ونظام كل منها.
عاملا بجد واخلاص لتوثيق عرى الاخوة بينهما.
محترما لمواثيقه الدولية والعربية ولا سيما المتعلقة بمنظمة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية بأن يكون دوما في المنظمات الدولية العضو المحب للسلام والساعي اليه.
مؤمنا بأن المسجد الاقصى وكنيسة القيامة قد جعلا من فلسطين ارضا مقدسة لجميع اللبنانيين وللعرب اجمعين ومؤمنا كذلك بقدسية العمل الفدائي، الملتزم بغايته السامية والملتزم معها ايضا بواجب احترام قواعد السلامة والسيادة الوطنية.
وسيكون لبنان في كل ظرف وحال عاملا بجميع طاقاته على اعادة الحق الى اصحابه متمنيا لفلسطين العزيزة ما يتمناه لها ابناؤها.
واضعا نصب عينيه الجنوب ومشكلاته.
جاهدا في ايجاد الحلول لهذه المشكلات، جاعلا امنيتي في هذا النهار ان يتعافى هذا الابن اللبناني المريض ويعود الى عهد السلام والطمأنينة.
في سبيل تحقيق كل هذا سنجهد:
لتكون ادارات الدولة ومؤسساتها قادرة منزهة سليمة، وان يتلاقى عمل المسؤولين على مختلف المستويات في خدمة حق المواطن وخيره.
وفي سبيل ذلك سنجهد:
ليتجاوب المواطن مع حكامه بنتيجة تعزيز التربية المدنية والتنشئة الوطنية. فيحترم الدولة بنسبة احترامنا لواجبنا. اذ ان بناء الدولة وبناء الوطن في آن واحد هو بداية البدايات.
ايها السادة، وضع الفعل في موضع القول اقوى واجدى.
لذلك اشدد في التأكيد على ان مسؤولية الرئاسة ككل مسؤولية توليتها سأتحملها وحدي بوعي وتجرد وحزم.
اما شؤون الحكم: فشورى وتعاون مخلص.
حضرة النواب المحترمين، لن تتقدم اية مصلحة على مصلحة الشعب اللبناني.
لن يكون اغضاء عن الشر.
لن تكون مهادنة مع المسيء.
لن يكون ظالم ومظلوم…
لن تقوى روابط الصداقة والدم على دواعي الواجب. بل اللبنانيون سواء في نظرنا وفي حكم القانون…
لا فضل للبناني على آخر الا بنسبة اخلاصه للبنان…
لن يصرفنا اهتمامنا بأي شأن آخر عن اهتمامنا بشؤون الناس.
ولن نقطع صلاتنا بتطورات العصر، بل نبقيها وثيقة بالتقدم العلمي وبكل تقدم.
ايها السادة، على كل هذا: اقسم.
وان الله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.
عاشت وحدة الشعب اللبناني عاش لبنان حاملا راية الايخاء العربي والسلام العادل.
عاش لبنان سيدا مستقلا عزيزا حرا.
- تصفيق