رئاسة
الجمهورية

اللواء فؤاد شهاب

صورة رئيس الجمهورية اللبنانية الرسمية

اللواء فؤاد شهاب

صور خاصة لرئيس الجمهورية اللبنانية

رئيس الجمهورية فؤاد شهاب يلقي كلمة في مجلس النواب بعد انتخابه رئيسا للبلاد
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب يلقي كلمة في مجلس النواب بعد انتخابه رئيسا للبلاد
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب خلال القمة مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر على الحدود اللبنانية- السورية
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب خلال القمة مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر على الحدود اللبنانية- السورية
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مترئسا احتفال ذكرى الاستقلال
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مترئسا احتفال ذكرى الاستقلال
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب في زيارة الى مجلس النواب
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب في زيارة الى مجلس النواب
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مع البطريرك بولس المعوشي خلال زيارة رسمية الى الصرح البطريركي في بكركي
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مع البطريرك بولس المعوشي خلال زيارة رسمية الى الصرح البطريركي في بكركي
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مع رئيس الحكومة صائب سلام والنائب كمال جنبلاط
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مع رئيس الحكومة صائب سلام والنائب كمال جنبلاط
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مع مفتي الجمهورية اللبنانية
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب مع مفتي الجمهورية اللبنانية
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب محاطا بالنائب كمال جنبلاط ووفد من ابناء الشوف
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب محاطا بالنائب كمال جنبلاط ووفد من ابناء الشوف
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب يدلي بصوته خلال الانتخابات البرلمانية
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب يدلي بصوته خلال الانتخابات البرلمانية
 صورة ملونة لرئيس الجمهورية اللبنانية فؤاد شهاب خلال عيد الاستقلال
صورة ملونة لرئيس الجمهورية اللبنانية فؤاد شهاب خلال عيد الاستقلال
رئيس الجمهورية  فؤاد شهاب يتسلم سدة الرئاسة من الرئيس السابق كميل شمعون
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب يتسلم سدة الرئاسة من الرئيس السابق كميل شمعون
رئيس الجمهورية  فؤاد شهاب يسلم سدة الرئاسة للرئيس المنتخب شارل حلو
رئيس الجمهورية فؤاد شهاب يسلم سدة الرئاسة للرئيس المنتخب شارل حلو

الرئيس فؤاد شهاب
(1958 – 1964 )

⦁    هو الأمير فؤاد بن عبد الله بن حسن بن عبد الله بن حسن شقيق الأمير بشير بن قاسم شهاب المعروف ببشير الشهابي الثاني الكبير.
⦁    والدته بديعة طالب حبيش  ياور السلطان العثماني عبد العزيز.
⦁    ولد في غزير – كسروان في 19 آذار سنة 1902.
⦁    درس في معهد الأخوة المريميين في جونيه، ومع اشتداد المجاعة خلال الحرب العالمية الأولى اضطرّ للعمل مباشراً في محكمة جونيه لينال الإعاشة التي كانت تُوزَّع على موظفي الحكومة العثمانية.
⦁    تطوّع سنة 1921 في المدرسة الحربية التي أسّسها الفرنسيون في دمشق لفرق الشرق الخاصة، وتخرّج مع تلامذة ضباط الدورة الأولى برتبة ملازم في 20 أيلول 1923، والتحق باللواء الأول السوري المشترك في بلاد العلويين في اللاذقية.
⦁    تزوج سنة 1926 من الفرنسية Rose – Renée Boitiou (روز رينه بواتيو) ولم يرزق بأبناء.
⦁    تدرّج في الرتب وانتقل إلى أركان الحرب العامة لجيوش الشرق الخاصة بعد ترقيته إلى رتبة مقدَّم في 25 كانون الأول 1937، وعُيّنَ قائداً لفوج القناصة الثاني.
⦁    سنة 1938 تابع دورات عسكرية في فرنسا وتخرّج من مدرسة الحرب العليا في باريس.
⦁    رُقّيَ إلى رتبة عقيد سنة 1942 وإلى رتبة زعيم سنة 1944 وكُلِّفَ تنظيم قوات الشرق الخاصة بعد هدنة عكّا. وهذه القوات اشتركت في المعارك إلى جانب الحلفاء في ليبيا وإيطاليا وفرنسا.
⦁    بعد استقلال لبنان، وعلى إثر الإتفاق الذي تمّ بين الحكومتين اللبنانية والفرنسية، انتقل الفوج الأول من القناصة اللبنانية في جيش الشرق الخاص إلى أمرة السلطات اللبنانية اعتباراً من أوّل آب 1945، وعُيّنَ اللواء فؤاد شهاب قائداً عاماً للجيش اللبناني، فتسلّم العلم والوحدات العسكرية في احتفال رسمي ترأّسه رئيس الجمهورية الشيخ بشاره الخوري. ومنذ ذلك الحين أصبح القائد المؤسّس للجيش الوطني.
⦁    عكف اللواء شهاب على تنظيم الجيش وتجهيزه وتقويته بالعدد والعدة. وفي 14 أيار 1948، كُلِّفَ قيادة جمع القوى المسلّحة التي اشتركت في حرب فلسطين واستطاعت احتلال قرية المالكية في الجليل.
⦁    ليل 18 أيلول1952، على أثر استقالة الرئيس بشاره الخوري، تسلّم اللواء فؤاد شهاب الدستور ورئاسة حكومة مؤقتة أُعطيَت صلاحيات رئيس الجمهورية بصورة استثنائية. دام عمر الحكومة اثني عشر يوماً تخلّلها انتخاب الرئيس كميل شمعون رئيساً للجمهورية في 23 أيلول 1952.
⦁    في 18 تشرين الثاني 1956 تسلّم اللواء شهاب وزارة الدفاع في حكومة الرئيس سامي الصلح مع احتفاظه بقيادة الجيش، لكنّه استقال في أوّل آذار 1957.
⦁    خلال حوادث 1958، حافظ اللواء شهاب على وحدة الجيش وعلى دوره كحكم، فحمى الشرعية ومؤسسات الدولة من دون أن يقمع المعارضة.  لذلك رشّحته القوة الثالثة إلى رئاسة الجمهورية معلّلة ذلك ببيان جاء فيه:    " في هذه الساعة تتجه الأبصار إلى رجل هو فوق الصراع القائم ويتمتّع بتقدير اللبنانيين واحترامهم. هذا الرجل هو اللواء فؤاد شهاب الذي بوسعه وحده ضمن الشرعية أن يوحّد اللبنانيين على اختلاف أحزابهم وطوائفهم".
⦁    انتُخبَ فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية في 31 تموز 1958 بأكثرية 48 صوتاً من أصل 66 مقابل سبعة أصوات للنائب ريمون اده.
⦁    عالج ذيول حوادث 1958 عبر حكومة أقطاب رباعية، واتخذ قرارات واجراءات لتعزيز الوحدة الوطنية على أسس المساواة والشراكة بين الطوائف اللبنانية، وعبر تحقيق مبدأ العدالة الإجتماعية والإنماء المتوازن بين المناطق. وفي معركة تحديث الدولة وإداراتها اعتمد سياسة التخطيط والتصميم عبر استقدام البعثات الأجنبية على غرار بعثة ايرفد التي أجرت مسحاً شاملاً لكلّ طاقات لبنان المادية والبشرية بالإضافة لموارد وحاجات كافة المناطق. وقد أثمر ذلك 495 مرسوماً وقراراً إدارياً وتنظيمياً لدولة عصرية. ومن أبرز الإنجازات في الإدارة والإصلاح: قانون الإنتخاب على أساس الدائرة الصغرى لـ 99 نائباً سنة 1960، مجلس الخدمة المدنية، هيئة التفتيش المركزي، الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، مصلحة الإنعاش الإجتماعي، المشروع الأخضر، مصلحة الأبحاث والتوجيه، مكتب الفاكهة، قانون النقد والتسليف، معهد الدروس القضائية، مجلس البحوث العلمية، مجلس تنفيذ المشاريع الإنشائية، مشروع الصحة الريفية، مؤسسة كهرباء لبنان، تعاونية موظفي الدولة، قانون الإرث لغير المحمّديين، المخطّط التوجيهي العام لضواحي بيروت، المعهد الوطني للموسيقى، كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، الجامعة الثقافية في العالم بالإضافة إلى غيرها من القوانين في مختلف الميادين وأبرزها تنظيم ملاكات الوزارات. أمّا المشاريع فكانت تأسيس مصرف لبنان وإنشاء مرفأ جونيه والحوض الثالث في مرفأ بيروت ومعرض طرابلس الدولي والمساكن الشعبية في المناطق وطريق القمم في عكار واوتوستراد الذوق- فاريا ، واوتوستراد القليعات – بكفيا، بالإضافة إلى تعميم المياه والكهرباء والطرق في العديد من المناطق النائية وتوزيع المدارس على المناطق المحرومة.
⦁    التقى اللواء شهاب الرئيس المصري جمال عبد الناصر كرئيس للجمهورية العربية المتحدة في 25 آذار 1959 على الحدود اللبنانية - السورية لتنظيم العلاقات على أسس السيادة والإحترام المتبادل.
⦁    استقال في 20 تموز 1960 وعاد عن الاستقالة بعد الحاح النواب والمرجعيات الروحية والسياسية والاقتصادية.
⦁    ليلة رأس السنة 1961 – 1962، نفّذ الحزب السوري القومي الاجتماعي محاولة انقلابية باءت بالفشل، لكنّ الرئيس شهاب لم يوقّع أحكام الأعدام الصادرة بحقّ المشاركين في الإنقلاب.
⦁    تألفت في عهد الرئيس شهاب ثماني حكومات برئاسة رشيد كرامي وأحمد الداعوق وصائب سلام وحسين العويني. كذلك جرى انتخاب مجلسين نيابيين سنتي 1960 و 1964 على أساس قانون انتخابي جديد حدّد عدد المقاعد النيابية بتسعة وتسعين.  
⦁    ردّ العريضة النيابية لتجديد ولايته سنة 1964 كما رفض العودة إلى الرئاسة سنة 1970 ببيان عزوفٍ معلّلٍ بأسباب دستورية وسياسية.
⦁    نزاهته واستقامته وزهده وهيبته استمرّت سطوةً على الموالين والمعارضين له رغم ابتعاده واعتزاله في منزله في جونيه، فظلّ حاضراً في عهد خلفه الرئيس شارل حلو عبر كتلة " النهج " إلى حين وفاته مساء 25 نيسان 1973 بعد نوبة قلبية.

خطاب القسم

خطاب قسم الرئيس شهاب

حضرات النواب المحترمين.
بين مركز قيادة الجيش حيث الصمت رفيق الواجب، ومنبر هذه الندوة حيث الكلام هو السيد، مسافة لعلها أصعب ما كتب لي ان اجتازه منذ سلكت طريق الجندية.
غير ان ثقة الشعب الغالية التي شاءت، يوم عبرتم عنها، ان توليني مهام رئاسة الجمهورية، يمكنها دائما ان تسهل لي ما اردتم بهذه الرئاسة واردت من خدمة لبنان وشعبه.
ان اول ما يتجه اليه تفكيرنا، ونحن في هذا الموقف الذي يمتلىء فيه القلب بروعة المسؤولية أمام الله والوطن، هم اولئك اللبنانيون الذين سقطوا صرعى في الايام الدامية من حياة لبنان. فأمام أرواحهم نقف بخشوع لنعلن ان ما قدمه لبنان في أزمته الاخيرة من ضحايا، وما قاساه من مشقات ومتاعب، وما تكبده من خسائر، لا يجوز ان يذهب هباء، بل يجب ان يكون للبنان من ذلك كله أعظم الجنى. وفي عنق كل لبناني ان تنبت من البؤس والدماء والآلام اغراس العز والهناء والازدهار.
ان اقرار الامن وحكم الدولة في جميع المناطق اللبنانية، ونزع السلاح من ايدي اللبنانيين كافة دون تمييز وبلا هوادة، واعادة الحياة والنشاط الى الاقتصاد اللبناني، وبناء ما تخرب من مرافق البلاد ومعالمها، وازالة التوتر في العلاقات بين لبنان وبعض شقيقاته العربيات، ولا سيما تلك التي تجاوره، وفوق هذا كله تحقيق انسحاب القوات الاجنبية عن أرض الوطن بأسرع وقت، انما هي القضايا الملحة التي يتطلب حلها تصميم المسؤولين الكامل، وحزمهم الاوفى، وعنايتهم الدائبة.
على ان هنالك ناحية أخرى من نواحي الازمة هي ما تخلف عن حوادثها وايامها من تباعد وتنافر بين أعضاء الاسرة اللبنانية. وما أظن اللبنانيين جميعا الا متألمين لهذا الواقع المؤسف، وتواقين الى تصفية النفوس، وتنقية الصدور مما علق بها.
ان منطلقنا في ما نصبو اليه من تصفية آثار الازمة وحل المعضلات الناشئة عنها، وما نصبو اليه من بناء وطن حر متقدم، ومستقبل مستقر مجيد، انما هو التمسك بالوحدة الوطنية.
الى هذه الوحدة، الى احيائها والاعتصام بها، الى العيش المستمر في ظلها، ادعو اللبنانيين جميعا.
فليس من مطمع ولا من مطلب، شخصيا كان أم حزبيا، يجوز ان نعرض من أجله هذه الوحدة. وليس من حق لفرد او لجماعة يوازي جزءا يسيرا من هذه الوحدة. بل ليس من واجب ألزم على اللبنانيين من الحرص عليها، والسعي الى دعمها، ولا من جريمة في حق الوطن اشنع وأخطر من العمل على هدمها او التفريط بها.
حضرات النواب المحترمين.
في الساعة التي أقسم فيها يمين المحافظة على الدستور اللبناني، أعاهدكم وأطالبكم بعهدكم على الوفاء للدستور غير المكتوب: ميثاقنا الوطني. فهو الذي جمعنا ويجمعنا على الايمان بلبنان وطنا عزيزا مستقلا، سيدا حرا، متعاونا باخلاص وصدق مع شقيقاته الدول العربية الى اقصى حدود التعاون لما فيه خيره وخيرها جميعا، قيما علاقاته مع العالم أجمع على أساس الصداقة والكرامة والتعامل المتكافىء الحر.
واذا كان ميثاق جامعة الدول العربية التي نغتبط جميعا لاستئناف نشاطها، وميثاق هيئة الامم المتحدة، هما الدعامتان القويتان لاستقلال لبنان، فان الدعامة الكبرى تبقى في ميثاقنا الوطني: في وحدة صفوفنا، واجتماع قلوبنا، في اعتمادنا على أنفسنا واتكالنا على سواعدنا، في ولائنا الكامل غير المشوب ولا المجزأ لوطننا لبنان.
حضرات النواب المحترمين.
الضرورة الاساسية الملحة لبناء الدولة بناء سليما لم تنجل يوما كما تجلت في هذه الفترة الدامية الاخيرة. ولم يبق مناص من إقامة الدولة على أسس وقواعد ومقاييس مستمدة من تصميم النخبة، ومصلحة الشعب وطموح الوطن.
ولكي يثق المواطن بالدولة، يجب ان يسري فيها روح الجد ويسيرها: الجد في المسؤولية عن الواجب وفي الحساب، والجد في جعل الدولة للمواطن وللكل على السواء، والجد في النظرة الى الغد والتصميم له.
ولا بد من ان يطمئن المواطن الى تجرد الحاكم، وعدل القاضي، وامانة الموظف.
ولا بد من ان يكون للحكم فيها كل هيبته، وللقانون كل سلطته، ولحق الفرد والجماعة كل حرمته.
وعلى الدولة ان تتجاوز مهمة تأمين العدل والمساواة والنظام الى تعزيز الفضيلة، ورعاية التقدم، والعمل على ازدهار العلم، وتوفير أسباب النمو الاقتصادي، وكفالة الرزق للفرد ومستوى العيش الكريم.
واني، وانا أعد مواطني أمام مجلسكم باعطاء الجهد كله في سبيل بناء الدولة، أطالب كل مواطن ان يقطع على نفسه العهد بان يفي بمسؤوليته ويقوم بكامل واجبه.
فالنهوض بالدولة، النهوض الذي نهدف اليه اليوم، يحتاج الى معاونة المواطنين جميعا، والى حس الفرد بالانتماء الى المجموع، والى تفهم الحدود بين حق الذات وحق الآخرين، والتمييز بين الحرية والفوضى، والى التحلي بروح النظام والخضوع الاختياري للقانون.
ان لبنان، الذي كان دائما حاملا مشعل التقدم في هذه البقعة من المشرق، وصاحب المبادرة في كل نهضة عربية، لن يطمئن، اليوم، الى الدعة التي تسلبه القدرة على الاستمرار في رسالته التقدمية المشعة، بل سيعمل بروح جديد على ان يظل موطن التوثب والاقدام، ويحتفظ بدور الطليعة الذي هو دوره.
واني، وانا اتطلع الى وثبة لبنانية سباقة يدفعها هذا الروح الجديد، أتوجه، بنوع خاص، الى عنصر الشباب الذي أتحسس اشواقه الى التقدم والمجد، واعرف استعداده للعطاء والبذل بسخاء.
حضرات النواب المحترمين.
من هذا المنبر الذي تصدر عنه كلمة الشعب، اسمحوا لي ان أبعث مقرونة بالشكر لكم، تحية العرفان والولاء الى الشعب الذي اوليتموني الرئاسة باسمه، وتحية المحبة والوفاء الى المغتربين الذين اقاموا في ارجاء الدنيا مجد لبنان العالي، والذين نتتبع، نحن المقيمين، نشاطهم وانتشارهم بعطف وعناية واعجاب.
ومن هذا المنبر، اسمحوا لي ان أعبر عن طموح هذا الوطن، المنطوي على كنوز وفيرة من كوامن القوى الخلاقة، ومكانات الابداع، الى غد لا يكون فيه لبنان شغل العالم بسبب أزمة سياسية تهدد سلم منطقته او سلم العالم، بل الى غد مجيد يكون فيه لبنان محط انظار الدنيا، بفعل دور حضاري المعي شعاعه العلم العظيم، ونوره الروح الكبير.
ولا بد لي، أخيرا، من كلمة اوجهها الى جيشنا الحبيب. لقد رافقته ينشأ، ويترعرع، ويزهو، وعملت في سبيله ما استطعت. فمن حقه علي ان أخصه، الان، في هذه اللحظة الخطيرة، بعاطفة ملؤها الحنو. لقد رأيته متحليا بوطنيته وتفهمه للواجب. وكان له الفضل الاكبر في سلامة الكيان، والمحافظة على معاني الدولة، واستمرار الحياة على أساس الديمقراطية والحرية والمحبة.
فله مني الثناء والشكر. وليعلم انه ابدا موضع ثقتي ليقيني انه خليق بمجابهة كل المواقف بروح الاتحاد والانضباط.
أسأل الله تعالى ان يلهمنا السداد، وينير عقولنا بالحق ويفتح قلوبنا على التسامح والمحبة، ويهدينا لما فيه مرضاته وراحة الضمير وخير لبنان.
عاش لبنان.